قصة حب مع زوجتي الراحلة

قصة حب مع زوجتي الراحلة

0 المراجعات

كانت رسالتها الأخيرة بينانا ،التي وقعها دم الولادة مع آخر نداء يا حسراة، زوجتي "فاطمة"، من تعودت أن تكتب لي كلما شعرت بذلك... ،لازلت على مكتبي كل يوم، أقرأ  آخر كلماتها رغم مرور عدة سنوات، 
حبيبي وائل، وبعد:

أعتذر منك لأنها المرة الأولى التي لم أستطع  فيها أن أجهز فطور صباحك... ،اشتد الوجع ببطني... ، مما دفعني للاستلقاء... ،لم أود اخبارك بذلك كي لا تتغيب مجددا عن عملك،لا زلت بالشهر السابع وأتوقع أن هذا طبيعي، لكني لا أخفيك حبيبي،هذه المرة بالذات،أكتب بصعوبة وأتنفس ببطء،أخط هذه العبارات كلمة بعد كلمة على مهل.
منذ أفقت وجدت قميصك ملقى عل طرف السرير لم أوظبه كعادتي،هذا لأني لا أستطيع الجلوس  طويلا ولا أقدر على المشي... ،المخاض يلعب دوره في اهدار طاقتي،الدم الذي يذرفه رحمي لم يعد قليلا كما أخبرت الطبيبة... ، هناك نزيف يلعب على أوتار قلقي
حبيبي،أودأن أعانقك... ،أشتهي ذلك بأشد لحظاتي،شم رائحتك واعتصار أنفاسك  برئتي المعطلة،هو الشيء الوحيد القابل لمنحني طاقة التحمل،والعالم الذي غرسته بأحشائي قد تحول الى جنينة تشتاق لمستك عبر جدار بطني.
طوال فترة الحمل، كنت أتوحم على الكرز فتحضره لي، لكني هذه المرة،لا أعرف لم أتوحم لأراك... ،وحدها عودتك ليلا، كافية لتملأ ثقوب الوجع،وتسد جوعة قلبي العاشق.
عد بسرعة يا وائل!

أحبك يا رجلي

رحلت زوجتي بذات اليوم،وتركت لي صغيرتنا "عايدة" تسبح داخل أنبوب وأسلاك... ،غادرت بسرعة كأنها لم تكن،وبقيت دونها أعتني برضيعة  لا أم لها ولا حليب أثداء!
لا زال نداؤها يشعرني بالذنب... ،ليت هاتفا ما أعادني اليها تحت ظرف شوق عاجل، ليت الحمام الزاجل كان مرسولا بزمني لينقل اليها ذراعي بتلك اللحظة!
غريبة هي قصص الحب... ، تتعاقب عليها الحياة والموت، ولكل ولادة ألم،ووحدها ولادتها كانت شبيهة بتبادل الأدوار!
الآن وقد نمت حياة لطفلتي،وصارت لها ظفيرتان وغمازات... ،الآن وقد باتت قطعة منها في الحسن والدلال،تملك ذات الصوت و تنتظرني عند الباب،منادية "يا أبي"!
الآن وبعد أن تجمدت الدموع،وبات لي قلم ثرثار،سأرسل لها برقية بذات الشوق... ،لعل ملائكة السماء توصل اليها الحب والسلام.

حبيبتي "فاطمة" 
أهديك عناقا أبلغ من عناق الأجساد وأشد وطئا من ضمة اليد،عناقا أمارسه على ظهر الكلمات... ،راكضا خلفك على صفحات الورق،أضمك بين أناملي بعد أن ازداد الحب والاشتياق، وبعد أن صارت كل الصباحات... ،لي بها عمل مضاف،أن أعقد ظفائر طفلتك وأعيد قميصي الى الدولاب.

قبوريتي الساكنة بالقبر رقم سبعة... ،أنا الموحوم بك على الدوام،الشوق استنزاف لكوامن العشاق،والفراق كالبقاء لا يوقف فيض الحب!!

يقولون أنك رحلت،وأقول أنك عدت لي طفلة  كما بدأنا أول لقاء.

سأبقى وفيان لك ولإبنتنا لأصغيرة التي تشبهك كثيران لا طلما كنت اتمنا وجودك بالقرب منها فا هي بحاجة لك كل دقيقة وكل ساعة…، هي تحب الشكلاطة مثلك تمامن و تريد استكشاف اماكن جديدة والسفر يعجبها اي شيء كان يعجبك هي بالدات صورة مصغرة منك عزيرتي احبك و سأضل احبك حتا اخر نفس لي، وأتمنا ان نلتقي في علم اخر غير هدا العالم الدي اهيش غيه حليا، هل تعلمين ان…، احب ان يتعلم الجميع الوفاء فا هو كنز لا يفنا، الوفاء ليس احساس او شعور الوفاء يضهر الكلمات الثي توجد في القلب والجوارح، و اريد ان اختم هدا الكلام القاسي على قلبي باني احبك حبا ليس كمتل حبه شيء عزيزتي، اتمنا رأيتك في المنام هده اليلة لأني اشتقت اليك كثيرا مع حبي عادل… 

أحبك فاطمة

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

2

followers

5

followings

1

مقالات مشابة